Social Icons

16‏/03‏/2011

نـــداء إلــى شبــاب ثــورة الــيـمـن .


كنت أقول قبل حوالي أربعة أشهر وأنا احلل المشكلة الجنوبية ، وما توصل إليه الناس من قناعة بفك الارتباط والرجوع إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، فالانفصال حاصل لا محالة إلا أن يكون هناك أمر إلهي يغير الخارطة بالكامل دون أي تدخل للبشر في صنع ذلك .
كان الانفصال قاب قوسين أو أدنى وان طال والوقت فسيكون خلال بضع سنين ، ولكنها القدرة الإلهية التي غيرة الخارطة العربية اجمع .
اعتقد أن الأمر الإلهي قد اتضحت معالمه ، وهو التغير المفاجئ الذي حدث للشعوب العربية ، وللشعب اليمني وخاصة المناطق الشمالية على وجه الخصوص.
لقد كان الجنوبيون ينظرون إلى إخوانهم في المناطق الشمالية ليس بمنظار الكراهة المتوارثة ، بل بسبب سكوتهم عن ظلم الحاكم المستبد لأبناء المناطق الجنوبية ، وما حل بممتلكاتهم وأرضهم وثرواتهم ووظائفهم ، ولم يكن هناك من يناصرهم في مطالبهم المشروعة والوقوف إلى صفهم ، حتى بمجرد أن يقال أن أبناء الجنوب أصحاب مطالب حقيقية بسبب ممارسات النظام القمعي الذي يتربع على عرش الفتن والمشاكل والتفريق بين الناس ، ولا بد من إنصافهم إلا القليل ممن ليس لهم حول ولا قوة .
لقد عانى أبناء المناطق الجنوبية الكثير ، وخاضوا نضالا سلميا لفترة تزيد على خمس سنوات متتالية إلى وقتنا الحاضر ، وقدموا الكثير من الشهداء والجرحى والتشريد والسجن والإرهاب بكل صنوفه وألوانه ، وكان باستطاعتهم أن يدافعوا عن أنفسهم بما لديهم من سلاح ، ولكن رقم التضحيات كان كفاحهم سلميا ، وهذه النقطة من النقاط التي يجب على شباب الثورة حاليا في اليمن ككل أن يستفيدوا منها ، بل ويقدموا وسام شكر لأولئك الشباب الذي بذلوا كل غالي ونفيس من اجل الكفاح والنضال السلمي في نيل الحقوق المشروعة .
ففي هذا المقام أحب أن أوجه نداء لشباب الثورة في عموم محافظات اليمن حتى لا يقعوا بكمائن ومكائد النظام التي زرعها منذ سنين ، وعندها نستطيع أن نتقلب على المشكلات التي تعصف باليمن السعيد ، ونثبت أننا يمن واحد .
أولا : أنني أنادي الشباب أن يصمدوا في نضالهم وتضحياتهم مهما كلف الأمر وبالطرق السلمية ، حتى نثبت للعالم اجمع أننا شعب حضاري ، وليس كما روج النظام وأشاع بأننا شعب متخلف لا نعرف إلا لغة القتل والسلاح في وجه بعضنا البعض ، ولا يمكن أن نقدم التنازلات إلا لغيرنا .
ثانيا : لا بد أن نحدد المستقبل الذي نريده لليمن ، ولا نمارس ما مارس النظام الفاشي على شعبه من القهر والظلم والإقصاء والاستحواذ على مقدرات البلاد لحساب فرد أو طرف بعينه فيما بيننا بعد أن ننتصر إن شا الله ، بل فيجب على الشباب اجمع أن يشكلوا مجالس في جميع المحافظات ومن ثم يحددوا النظام الذي يجب أن يكون في المستقبل ، وأن تكون هناك رؤيا واضحة للمستقبل السياسي في اليمن ، وان يكون هناك خصوصية يراعى فيها أبناء المناطق الجنوبية ومحافظة صعده بتحقيق مطالبهم ، لنتمكن من انتشال الوحدة من الوحل الذي وضعها فيه النظام الفاشي ، ونوسع برنامج التصالح والتسامح الذي نودي فيه خلال السنوات الخمس السابقة بين ابناء المناطق الجنوبية ، ليشمل أبناء اليمن اجمع ، عندها نستطيع أن نصل إلى حكم يشترك فيه جميع أبناء اليمن.
ثالثا : أن يكون الحوار هو الطريق الذي من خلاله نصل إلى تحقيق مطالب الجميع ، وأن لا يكون هناك من يستأثر بذلك ، ويطلق على نفسه الطرف القوي في مقابل الطرف الضعيف ، بل يكون الجميع صفا واحدا في نصرة المنظوم ورد الحقوق إلى أهلها ، لنقل اليمن إلى الغد المشرق الجميل .
رابعاً : لا بد أن نبني ثقافة الحكم المشترك لجميع اليمنيين في ظل تعدد الأفكار والتيارات والأحزاب في اليمن الواحد ، فلقد انتهى زمن الحاكم الواحد المستبد الذي يسخر الدولة وكل مقدراتها لخدمته ، بل تسخر كل المقدرات لخدمة الشعب ، وأن يجتمع الجميع لا لتحقيق مصالح خاصة فئوية ، بل لتحقيق مصالح اليمن الجديد .
خامساً : أحب أن أشيد بالكلام الذي قاله الشيخ حميد الأحمر في قناة سهيل بأن يكون الرئيس القادم من أبناء المناطق الجنوبية ، وأن يكون شخصية مدنية ، وذو كفاءة عالية .
سادساً : كما أن لدي اقترح موجه إلى اخواني في المناطق الشمالية وهو أن تكون العاصمة اليمنية عدن من أجل تعميق الوحدة واثبات حسن النوايا الحقيقية ، وان كان هذا الاقتراح قد يزعج الكثيرين ، فيمكن أن يكون هناك حل وسط ، وهو أن تكون كل من عدن وصنعاء عاصمة لليمن ، على سبيل المثال صنعاء عاصمة الرئاسة ومجلس النواب ، وعدن عاصمة الحكومة اليمنية والسفارات الأجنبية ، أو العكس ، ويكون هناك مطارين دوليين لكل من صنعاء وعدن .
سابعاً : الابتعاد عن النعرات الطائفية والقبلية والمناطقية الجاهلية التي انتشرت في حقبة النظام البائد ، والتعامل مع اليمنيين كأبناء قبيلة واحدة ، وأن يسود الاحترام المتبادل بين الجميع .
ثامناً : يجب دمج قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري والقوات الخاصة في مؤسسة الجيش ، لان هذه الأجهزة الأمنية إنما صممت من اجل حماية الرئيس فقط ، وعندها نستطيع أن نكّون مؤسسة عسكرية يشترك في صناعتها أبناء اليمن ككل ، ويجب أعادة إفراد الجيش الجنوبي الذي تم تسريحهم بعد حرب عام 94 ليشاركوا في صناعة المؤسسة العسكرية الحديثة وفق نظام عسري حديث ومستقل لا يخدم طرف على طرف ، وإنما يخدم اليمن من أي غزو أو تدخل خارجي يشترك في صناعته جميع أبناء اليمن بكل مهنية وحيادية .
تاسعاً : حل الأمن السياسي والأمن القومي وغيرها من الأجهزة امن الدولة التي صممت لقمع الشعب ، وتكوين جهاز بمواصفات مدنية تخدم المواطن والوطن ، ويشترك في ذلك الخيرين من أبناء اليمن الذين لم تلطخ أيديهم بدماء الأبرياء .
عاشراً : الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين ، والعفو عن المعارضين السياسيين في الخارج ليتسنى للجميع الرجوع والمشاركة في صناعة اليمن الجديد .
الحادي عشر : إقامة حكم محلي واسع الصلاحيات في أطار انتخابات حرة ونزيهة على أساس القائمة النسبية ، وإطلاق الحريات للمشاركة في صناعة الدولة .
الثاني عشر : أطلاق الحريات الإعلامية بكل جوانبها ، الصحفية والقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية وغيرها من المجالات الإعلامية .
الثالث عشر : الحرية في تكوين النقابات ومنظمات المجتمع المدني ، والأحزاب .
وهناك اقتراحات كثيرة يمكن أن ننبه عليها في حينا ، وأتمنى أن يكون الشباب على قدر المسئولية .
حفظ الله اليمن حرة موحدة ، يسودها العدل والحرية والمواطنة الحقيقية .



0 التعليقات: