Social Icons

11‏/10‏/2011

كــاد الـمـســــيء أن يـقــول خـذونـــي


الوحدة حلم لطالما تغنى به الشعب الجنوبي وقادته لعقود خلت قبل تحققه .

الأطفال في مدارسهم ، والشباب في جامعاتهم ، والجنود في ثكناتهم ، والمسئولون في اجتماعاتهم واحتفالاتهم ، حتى المغترب خارج وطنه كان له نصيب من ذلك الحلم الجميل .

الوحدة حلم حوله الشيخ العراف من حلم جميل لآمال وتطلعات شعب بأكمله ، إلى كابوس مرعب لامس آلمه القلوب قبل الأبدان والأرض .

الوحدة قتيلة الظلم والطغيان وحكم الأسرة والتطرف الديني الجهوي ، الذي لا يؤمن إلا برأيه ومعتقده ، وينكر أحقيه الرأي والرأي الآخر ، بل ويحوله إلى فرع لا حول له ولا قوة إلا إتباع أصله ، وكان الوحدة قصد بها عائلة أو قبيلة أو شيخ أو حاكم عسكري تنسب إليه ، وبدونه تصبح خارج الشرعية ، ويجوز قتلك واستباحت دمك وحريتك وكرامتك وأرضك وتاريخك وهويتك ، حتى البحار لم تسلم من ظلم تجار الحروب والمرتزقة وتجار البشر ، وعباد الدرهم والدينار .

قتلوكِ فلا للحياة مجيب ، ظلموكِ وشيمتهم الظلم .

هجروا اهلكِ ومن أكرموكِ ، واستبدلوا من شياطين الأنس رمزا

هل صحيح أن الشعب الجنوبي توحد مع امة ظلم ، أم أن الظلم والطغيان سجية المتعاقدين في ارض صنعاء .

عن أي وحده تتكلمون قالها الدكتور عيدروس النقيب وقد عاش في صنعاء لسنوات ، ولماذا يخاف الكثير من ذكر الجنوب ، هل الخوف من الجرائم التي استهدفت الجنوب أرضه وثروته وحضارته وإنسانه ، فلا يراد لها أن تذكر حتى لا تطال يد العدالة مرتكبيها ؟، أم الخوف من اتضاح الحقيقة لإخواننا في الشمال ، لغيابها فترة طويلة من الزمن بأساليب المكر والخديعة ، وتشويه الجنوب والجنوبيين بالكذب والزور والبهتان ؟، أم الخوف من المستقبل المنشود الذي قدّم أبناء الجنوب من اجله التضحيات الكثيرة من عام 2007م حتى هذه الساعة ؟، وتحرير الأرض من غنيمة إلى ارض ذات سيادة وريادة وتاريخ وحضارة .

لماذا الخوف والارتباك على كثير من أنصار الثورة الشبابية عندما يُهاجَمون من قبل بقايا النظام واتهامهم بالاشتراك في تدمير وقتل ونهب الجنوب وتحويله إلى غنائم حرب ؟

أسئلة كثيرة تطرح والجريمة وقعت ، والحقيقة غُيبت عقود من الزمان ، من كلا الطرفين المتصارعين في صنعاء حالياً ، ولكن من ارتكب الجريمة ؟!.

لا نقول الشعب الشمالي بأكمله لأنهم إخوة لنا ، ومهما اختلفنا فهم أشقائنا ، ولكن هل ستكون هناك وقفة جادة من قبل الأشقاء في الشمال لفضح المرتزقة وتجار الحروب ومشرعي القتل الرخيص ، هل سيقولون للمجرم أنت مجرم ، وان كان من يقودهم ؟

التوبة تجب ما قبلها ما بين الخالق وعبده ، ولكن الحقوق لا تسقط بالتقادم ، ولا تجبها التوبة ، وليس هناك من خوله الشعب الجنوبي بالعفو والصفح عما ارتُكب ضده من الجرائم قبل وبعد حرب 94م الإجرامية .

الأيام تدور والدنيا دول ، ويوم لك ويوم عليك ، والمظلوم منصور من فوق سبع سموات ، وعزتي وجلالي لانصرنك ولو بعد حين .

وهذا لن يزيدنا إلا إصراراً وثباتاً بالمطالبة باسترداد الجنوب واستغلاله .

05‏/10‏/2011

ثـــورة حـــرية واســتـقـلال .


انطلقت ثورة الشباب في شمال اليمن من المحافظات الوسطى ( من تعز ) ومن ثم أُجبرت صنعاء على الالتحاق بركب الثورة حتى لا تكون نشازاً أمام المحافظات الثائرة المنادية باستعادة الحرية والكرامة المسلوبة منذ عقود .

كان وما زال ثوار المناطق الوسطى هم المحرك لعجلة الثورة في الشمال ، لاعتقادهم إن هذه هي اللحظة التاريخية لنيل حريتهم وكرامتهم المسلوبة منذ عقود ، لتسلط حكام اليمن الأعلى على حكم البلاد ، وتقلد اقلب المناصب السيادية الهامة التي تدير وتوجه الدولة ، إضافة إلى ذلك اعتقادهم بأحقية حكم اليمن وأنهم هو الأسياد ، وما سواهم فتابع أو فرع .

ولهذا كانت تضحيات أبناء تلك المناطق كبيرة جدا وصلت لإحراق الكثيرين منهم في محارق جماعية في مدينة تعز ، وقتل العشرات في صنعاء ، وعشرات من الضحايا في صفوف الجيش المؤيد للثورة حسب زعمهم .

أما ثورة الشعب الجنوبي فمنذ انطلاقها في بداية عام 2007م ، وتوسعها وامتدادها ، وتوحد أبنائها قاطبة في الداخل والخارج ولانخراطهم في حراكها السلمي الثائر ، كان شعارها حرية واستقلال ، وليس حرية وكرامة فقط .

ان الفارق كبير بين الثورتين في الشمال والجنوب ، والكل يسعى لتخليص بلده من الحكم الأسري الطاغي الذي عاث في الأرض فساداً منذ عقود ، ولكن هذه الثورات لم تسلم من المؤامرات من الداخل والخارج ، ولم يسلم أنصارها من التشويه ، والرمي بأقبح الأوصاف ، بل والكذب عليهم تارة بقتل المتظاهرين ، وتارة بقطع الألسن ، وتارة بارتكابهم الفاحشة في الساحات من خلال الاختلاط كما يصفون ، وتارة بأنهم عملاء ، وتارة بأنهم خارجين على الشرعية ، وتارة بأنهم بغاة يجوز قتلهم لخروجهم على الحاكم الشرعي الذي حكم بالعدل ، فلم يجد الأمان على نفسه في عقر داره .

فهل مصير هذه الثورات الشعبية العارمة التي تنادي بانتزاع الحقوق ، وليس باستجدائها ، وإسقاط الشرعيات الكاذبة بسيادة الشرعية الثورية ، وإسقاط القوانين والدساتير المزورة، وإعادة صياغتها من جديد لتلبي تطلعات أبنائها الثائرين ، وإبعاد الجيش من أجير مرتزق يدافع عن شخص بقتل شعب ، إلى رمز للسيادة والبطولة والفداء ، وإلى الحرية الكاملة الغير منقوصة ، ومحاكمة القتلة والمتنفذين وتجار الحروب.

هل سيكون مصير هذا الثورة أنصاف الحلول ، والتنازل عن دماء الشهداء الذي قدموا أرواحهم الزكية الطاهرة في سبيل انتزاع الحرية والاستغلال ، اعتقد أن الموافقة على ذلك خيانة عظمى لدماء الشهداء ، وجريمة لا تغتفر .

صحيح إن التضحيات كبيرة من اجل الوصل إلى الهدف المنشود ، ولكن ثمن الحرية كما قيل غالي ، واستعادة الوطن أغلى من كل شيء .

وخلال الأيام الماضية اصدر علماء السلطان فتوى وصفت من قبل شباب الثورة ومن انظم إليهم من أحزاب اللقاء المشترك والجيش بالفتوى الكاذبة الظالمة ، لأنها تستبيح دمائهم دون حق ، وتعطي الشرعية لجيش علي عفاش وأعوانه بقتل أولئك ، وكذلك لا تستند إلى حقيقة شرعية وإنما تستند إلى إرادة الطاغية المستبد الذي يريد الاستئثار بالسلطة له وأولاده وعائلته ، وعدم التنازل بجزء من تلك السلطة للشريك القديم الذي ساهم في صناعة ذلك الطاغية فأصبح اليوم في صف الثوار .

أما نحن كجنوبيين فموقفنا أن هذه الفتوى ظالمه جائرة كاذبة ، هدفها تشريع القتل واستباحة الدماء والأموال والإعراض لهدف شخصي ، وليس لمقصد شرعي ، وان مثل هذه الفتاوى التي ضررها متعدي ، والتي تُشّرع القتل ويروح ضحيتها الكثير من الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب العزل تعتبر جرائم حرب ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم ، وعلى مُصدّريها أن يُقَدموا للمحاكمة ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية ، فهذه الانتهاكات ضد الشعوب تحرمها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية والقوانين الوضعية ، وليس للشرع الحنيف أي تدخل في ذلك لأنه جاء رحمة لحمايتهم وتحريرهم من العبودية ولم يأتي لتشريع قتلهم أو استعبادهم بأي شكل من الأشكال .

كما نوجه رسالة إلى أولئك المشايخ الذين يطلقون عليهم بالعلماء زوراً وبهتاناً ، نقول لهم اتقوا الله في دماء الأبرياء واعلموا انه سيأتي اليوم الذي يقتص منكم في الدنيا قبل الآخرة ، كما نوجه رسالة لمشايخ الطرف الثاني المنظمين لثورة صنعاء حالياً ، ونقول لهم لقد كنتم يوماً من الأيام تُشّرعون القتل ضد دولة الجنوب في 94م مع من اصدر ضدكم اليوم الفتوى بقتلكم واستباحة دمائكم ، وكان ذلك لتحقيق مكاسب لشخص الطاغية وأعوانه ومرتزقته ، الذي شاركتم في صناعته طيلة الفترة الماضية ، فلقد دار الزمان دورته وعُوقبتم بنفس الكاس ، فنحن اليوم لا نتشفى بما حل بكم ، ولكن هل آن الأوان أن تعترفوا بالخطى ، وتعتذروا لشعب الجنوب وتعلنوا
فوق السحابة فوق رفرف يا علم
فوق الجبال السود في روس القمم
شف ثورة الأحرار تكفلها الشعوب
اليوم شمر ساعدك يا أبن الجنوب
انا موقفي واضح ولي مبدأ ارتسم
ومطلبي دولة باسمي في الأمم
واللي ربي عا الكذب عمره ما يتوب
اليوم شمر ساعدك يا أبن الجنوب
قد كان للوحدة وسط قلبي نغم
لكن حلمي مات وأتبدل ندم
وحدة لنهب الأرض جو من كل صوب
اليوم شمر ساعدك يا أبن الجنوب
أهديناهم وحدة وردونا خدم
وشعبنا تاريخ له منذ القدم
في وجه الاستعمار ما يخشى الحروب
اليوم شمر ساعدك يا أبن الجنوب
ذلك أمان العالم وفي وسائل الإعلام ، وأنكم تتوبون إلى الله من فتواكم التي تسببت بقتل الآلاف من الجنوبيين ، فإذا قلتم أنكم كفّرتم الاشتراكي فما بال الجنود الذي استبحتم دمائهم ودماء الأطفال والنساء ، ولماذا لا تصدرون فتوى تجيز قتل الجنود الذين يحمون النظام في صنعاء ويمكنونه من قتل نسائكم وأطفالكم وشبابكم العزل ، أم أن الكيل بمكيالين طبيعة وسجيه لمشايخ صنعاء .

فإذا لم يقبل منكم شعب الجنوب الاعتذار فإنكم سوف تُقدمون لمحاكمة عادلة لارتكابكم جرائم حرب ضد الإنسانية .

وهذا نص لفتوى الديلمي ضد أبناء الجنوب في حرب 94م يقول : ( إننا نعلم أن البغاة في الحزب الاشتراكي المتمردين هؤلاء لو حصينا عددهم لوجدنا أن إعدادهم بسيطة ومحدودة ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان ما يقف إلى جانبهم ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه في تاريخهم الأسود ... إنهم أعلنوا الردة والإلحاد والبغي والفساد والظلم بكل أنواعه وصنوفه ولو كان هؤلاء الذين هم رأس الفتنة لم يكن لهم من الأعوان والأنصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحاد على احد ولا أن يعلنوا الفساد ، لكن فعلوا ما فعلوا بأدوات ، وهذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم المسلمين !!! هؤلاء هم الجيش !!! الذي أعطى ولاءه لهذه الفئة ، فأخذ ينفذ كل ما تريد هذه الفئة فيقتل ويشرد وينتهك الإعراض ويعلن الفساد ويفعل كل هذه الأفاعيل ، فأنهم ( كفار ) .

وصدق عبد الله بن المبارك عندما قال : صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس ، الملوك والعلماء .

وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها.