Social Icons

Featured Posts

12‏/04‏/2012

الاصـطـفــاف الــوطـنـي الـجـنـوبـي ضــرورة .


لم يكن الحق يوماً من الأيام قوياً بعتاده وعدته ، وإنما كان قوياً بقيمه وبمبادئه التي يحملها ويسعى جاهداً لتحقيقها ، وأما الباطل فمن عادته دائماً أن يتسلح بكل وسيلة من شانها أن تطمس الحق وتحارب أهله ، سلاحه القمع والقهر وتكميم الأفواه وسلب الحريات واستعباد الناس .

ولم يبحثَ عن حِل أو حُرمة لوسائله التي يسلكها ، إلا ما تمليه عليه مصالحه فقط ، لم ينظر إلى مصالح الناس عند تحقيق مصالحه ، ودائماً هو صاحب الحق ومن يستحق الحصول عليه ، وغيره من البشر رعاع لا يستحقون حتى المطالبة بالحياة البسيطة ، ودائماً هو فوق الناس جميعاً ، بل وفوق النظام والقانون ، بل يجعل من نفسه النظام والقانون .

لا يستطيع العيش إلا في مكان الفوضى هي النظام ، والظلم والقهر مواد القانون ومبادئه ، ولكن في المقابل الحق اظهر من الشمس في رابعة النهار ، وأقوى من السيف السليط في وجه صاحب الحق، فيجب على أهل الحق التمسك بمبادئهم ، والتحلي بصفات تمكنهم من الحفاظ على مصداقيتهم ، حتى يحققوا خلال فترة كفاحهم المكاسب العالية التي تخدم وطنهم الجريح .

إن الاصطفاف الوطني الجنوبي لجميع المكونات في أطار جبهوي واحد ضرورة ، والسعي من اجل تحقيق الهدف المنشود في التحرر والاستقلال من أولى الواجبات في هذه المرحلة ، وأفضل الطرق واقصرها للوصول إلى تحرير الأرض واستعادة الكرامة ، وانتزاع الحقوق المغصوبة ، وتحقيق النجاح التقدم ، مع نقل صورة حضارية لشعبنا العظيم في الداخل ، وأمام الرأي العام الخارجي، والوصول إلى بناء المجتمع الذي يسود فيه النظام والقانون والعدل والمساواة بين أبناء شعبه ، ذلك المجتمع الذي يتساوى أفراده مهما كان قدرهم ، وتسقط فيه التبعيات للأشخاص والأحزاب والجماعات مهما كانت مكانتها، لتتجه الجهود إلى مكان واحد ، وتصب في إناء يروي عطش شعب شارف على الهلاك ويحييه ، ويرفع مكانته وقدره بين الأمم والشعوب .

إن الأطماع الدنيئة والمصالح الضيقة ، وتمجيد الأشخاص والانقياد لهم بدون عقل ولا روية ، وبدون معرفة مئالات الأمور في ظل غياب الرؤية السياسية الموحد في كيفية إدارة المرحلة القادمة ، كل هذا يعزز من انقسام المجتمع الجنوبي وتشتته ، وإضعاف إمكاناته ونقاط قوته ، والحيلولة دون الوصول إلى الهدف المنشود ، مع زرع الفتن بين أبناء البلد الواحد والوصول إلى اختلافهم وتفرغهم وتمزقهم ، عند ذلك يحقق العدو هدفه بنقل الصراع والقتل والتدمير إلى ارض الجنوب ، وخوفه من المجهول الذي يخيم على أجوائه في الوقت الحالي.

إن النصر الحقيقي يأتي من الإيمان العميق الجازم بعدالة القضية التي نحملها ونناضل من اجلها ، والعمل الدءوب من اجل تحرير الوطن وتخليصه الشعب العظيم من براثن المحتل الغاشم وأعوانه ، وتطهيره من دنس العبث والفوضى والنهب والسلب والقتل والتدمير التي تسيطر على عقلية المستعمر والمتنفذ القبلي .

إن تكالب الفتن وتعدد العراقيل في طريق النضال المستمر ، يزيد في نفسية صاحب الحق الإيمان الجازم واليقين البين بأنه على الحق ، وان النصر آت لا محالة ، وان ساعته ستأتي وسط ركام من الألم واليأس والإحباط الذي يتولد من مرارة الصراع المتكررة بين الحق والباطل ، والتخلي عن نصرة الحق من قبل الكثيرين مع علمهم بعدالته وصدقه .

في وسط تلك المعاناة يشرق الأمل في نفوس حامليه ، ويشع نور الفجر من بين جنباته ، وينتشر نور النصر ليعم الأفاق ، تتفتح لذلك الأفئدة المكسورة ، وتسعد القلوب الحزينة ، وتعود الحياة إلى طبيعتها السلسة ، متحلية بثوب بالصبر وألاناه ، وتشرق الوجوه بالسعادة حتى تطال الأفق البعيد ، وفي تلك اللحظات لا يمكن لأي إنسان يؤمن بالله سبحانه إلا أن يسجد شكرا لخالقه الذي وهبه الحرية بعد ما سلبها منه المحتل لسنوات ، وان تحقق ذلك جاء بعد توفيق الله لعبده وتثبيته وإعانته بالصبر والمصابره والمرابطة وصولا بهذه اللحظة التاريخية .

ان الوصول إلى هذه اللحظات وتحققها يحتاج منا إلى صبر ليس كصبر الجبال بل تعجز الجبال عن تحمله ، وتتساقط الهامات الكبيرة على طريقه ، وتصقل معادن الناس ، ويبرز أناس صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فيهب الله لهم ما يتمنونه ، ويحقق لهم ذلك لصدق نواياهم وصبرهم الخالص ، ليكون أولئك هو الملهِمين للثورة والثوار ، وفاتحين قلوب الشباب وأفئدتهم قبل أبواب البيوت والأوطان ، فتتنزل رحمات الله عز وجل وبركاته عل شعب عانى كثيرا ، وصبر على المر والأمر منه .

فيا شباب شعبنا الجنوبي الجبار لقد اقترب النصر منكم كثيراً ، فالسعيد من اجتاز الامتحان بنجاح ، والشقي من يرسب في اول اللحظات ، رغم بشائر النصر التي تُبَصِر وترشد التائه والحيران .

19‏/03‏/2012

بشــائــر الــنـصـر الـجنـوبـي


إن انتشار الوعي وتجذره في أوساط شعبنا الجنوبي على مختلف الأصعدة والمجالات ، سواءً أكان ذلك في مجال الوعي الإعلامي أو العمل الجماهيري أو الخطاب الديني والسياسي ، أو العمل الشبابي المختلف ، وانتشار الوعي العام ليعم كبار السن والعجاوز على قمم وسفوح الجبال العالية والسهول والوديان اليانعة ، إنما يدل على ارتقاء شعبنا الجنوبي العظيم في ثقافته ووصوله إلى مستوى عال من الوعي الثوري ، وان هذه الخاصية لهي إحدى بشائر النصر القادم الذي يسعى إليه شعبنا الجنوبي العظيم .

إن أخوف ما يخاف على الشعوب ، ويعرضها لكل خطر ، ويجعلها فريسة للمنافقين ، ولعبة العابثين هو فقدان الوعي ، وافتتانها بكل دعوة ، واندفاعها إلى كل موجة ، وخضوعها لكل متسلط ، وتصبح لا تميز بين الصديق والعدو ، وبين الناصح والغاش ، وأن تلدغ بجحر مرة بعد مرة ، ولا تنصحها الحوادث والأيام ، ولا تروعها التجارب ، ولا تزال تولي قيادها من جربت عليه الغش والخديعة والخيانة والأنانية والجبُن والعجز ، وكان سبباً للهزيمة والذلّة ، ولا تزال تضع ثقتها فيه ، وتنسى سريعاً ما لاقت على يده من الخسائر والنكسات ، سريعة النسيان لماضي الزعماء والقادة ، وهي ضعيفة في الوعي الديني والاجتماعي والسياسي ، وذلك ما جر عليها ويلاً عظيماً وشقاءً كبيراً ، وسلط عليها القيادة الزائفة المخادعة ولذا يجب على الشباب في هذه الفترة الأتي : .

1 – مواصلة الجهود الرامية لرفع مستوى الوعي العام ، ورسم طريق المستقبل المنشود الذي يسعى إلى استعادة الوطن وإقامة العدل وسيادة النظام والقانون .

2 – توضيح حقائق الوضع الراهن الذي نعيشه وتعقيداته في ظل الاحتلال الراهن للجنوب العربي وكيفية التعامل والتخلص من المستعمر الغاشم حسب المصالح العامة التي تخدم شعبنا في المستقبل البعيد لا التي تمزقه من الداخل ، واختيار القيادة الرشيدة التي تستمد شرعيتها وقرارها من الشهب كله ، لا من شخص القائد نفسه .

إن نجاح أي ثورة مرهوناً بوعي شبابها الثوار ، وقادتها الأبطال الذين يبذلون كل ما بوسعهم لنصرت أهلهم وتحرير أرضهم ، وأننا نجد الجنوب اليوم يرسم أجمل لوحات الفداء المزينة بالدم الذهبي لشهدائنا الأبطال ، لتكون شعلة على جبين كل جنوبي تضيء له طريق الكفاح والنضال ، ولوحات مضيئة في طريق عشاق المجد وصناع المستقبل المنشود .

إن طريق التحرر والخلاص من المستعمر الغاشم ليس بالأمر السهل ولكن بصمود شعبنا العظيم وتمسكه بتقرير مصيره واستعادة دولته وسيادته ، ومواصلة سيره على دروب الحرية والكرامة ، ستكون الانطلاقة الكبرى للبركان الثائر الذي ليس بمقدور احد مهما كان أن يقف في طريقه ، أو يصمد في وجهه ، وان الرسالة التي أرسلها شعبنا العظيم للمحتل والعالم والاقليم خلال مسرحية ومهزلة ما يسمونها بالانتخابات الرئاسية لهي رسالة القوي وليس الضعيف ، وهي إحدى بشائر النصر الحقيقي ، وقد تيقن أمراء الحرب أن الجنوب لم يعد صالحاً لجرائمهم المتكررة ، ولا مرتعاً لمطالبهم الاستعمارية المختلفة ، ولذا هم يحاولون أن يكون الجنوب العربي ساحات مفتوحة لصراعاتهم ، لينقلوا للعالم بان الجنوب لم يعد صالحا لقيام دولته ، وانه لا يمكن أن يعيش إلا تابعا لنظام القهر والظلم والإجرام في صنعاء ، تلك الحروب المنتصر فيها هم ، والمهزوم الأطفال والنساء والشيوخ القتلى والمشردين ، ولكن نقول لهم لن تدوم هذه المخططات المكشوفة طويلا ، وسوف ينقلب السحر على الساحر ، في لحظة تتجلى فيها الحقيقة للعيان ، وينتصر الله للمظلوم ، ويعود الحق لأصحابه ، ولا يصح في النهاية إلا الصحيح .

10‏/03‏/2012

والــذي خــبـــث لا يــخـــرج إلا نــكـــدا


لقد حاول رئيس اليمن المخلوع أن يظل ممسكا بزمام الأمور طيلة فترة حكمه لـ 33عاما بكل ما أوتي من قوة ، عن طريق المتنفذين والعملاء وتجار الحروب ، بل واغرب من ذلك عندما حوّل مرافق البلد ومؤسساتها إلى أقطاعات مقسمة بين أولاده وإخوانه وأولاد إخوانه وأقاربه وأصهاره ، ولكل فرع وارث وان نزل ، لنشاهد دولة يضرب بها المثل ، ويشهد لها العالم كله بالفساد والمحسوبية والتخلف بكل صوره وإشكاله حتى صُنفت دولياً بالدولة الفاشلة .

وبهبوب عاصفة ثورة ربيع الجنوب العربي ، وما تلتها من ثورات الربيع العربي ودخول اليمن في هذا الخط الساخن ، تخلخلت القلاع ، وتصدعت الحصون التي حصنوها بكل قواتهم ، بل ووصل الأمر إلى تلك القصور المنيعة وإلى رأس السلطة ، فأصيب في مقتله فاستسلم لذلك الواقع المر، وشرب من الكأس الذي ظل يمسكه لعقود ليسقي به غيره ، ولكنه استطاع في نهاية المطاف أن يعمل بالمثل الأمريكي القائل ( لا تنظر إلى ما خسرته ، ولكن حاول أن تخرج بأقل الخسائر ) .

تلك الخسائر ليست ما لحقت بالشعبين الجنوبي والشمالي خلال تلك الثورة ، وإنما خسائر الأربعين حرامي الذي يحكمون ويسيطرون على مقاليد الحكم بعد استسلام زعيمهم علي بابا .

لقد استطاع ان ينتزع من منافسيه على الثروة والسلطة وليس (الثورة) قانونا وصف بأغرب قانون في تاريخ القتلة ، ذلك القانون الذي يضمن له الأمن والأمان من المحاسبة والملاحقة والمحاكمة على تلك الجرائم التي اقترفها أثناء فترة حكمه ، وهو أول قانون تصدره دولة القبائل في صنعاء مطلع عام 2012 ، بل ويعتبر أشهر حكما في التاريخ العرف القبلي ، بينما البعض يتشدق بالدولة المدنية وسيادة النظام والقانون والعدالة المطلقة .

ظل الرئيس المخلوع طيلة ثورة القبائل في صنعاء وهو يبحث عن الأيدي الأمينة التي يمكن أن يسلم إليها كرسي الحكم ، ولكن من خلال البحث المتكرر في محرك البحث (السنحاني الاحمري) لم يجد من تتوفر فيه مواصفات علي بابا صاحب النفوذ الانشطاري في تقسيم المصالح على الأقارب والأصحاب من ال سنحان وال الأحمر ، ولكن الصراع كان في حلبة ضيقه ، فالخسائر تلحق الطرفين في آن واحد فانقسمت عاصمة القبائل إلى عاصمتين فكان الاختيار على شخصية لا يريدها الطرفان في حقيقة الأمر ؟!

وقع الاختيار على شخصية كانت مثار الجدل لفترة طويلة تزيد على 17 عاما حيث وصل شخص التوافق القبلي إلى جانب كرسي الحكم ، ووصف من قبل المراقبين والشعب عامة بفاقد الصلاحية ، لعدم جود صلاحيات تمكنه من ممارسات منصبه طيلة تلك الفترة ، او مهام يقوم بها إلا ما يعهد له القائد الرمز لتلبية مصلحة القائد والأسرة الحاكمة لا غير .

وهنا يقول الله عز وجل في محكم التنزيل : (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكداً كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون ) ما أجمل تلك البلد الطيبة التي تزرع الطيبات ، نباتها يخرج بإذن ربها سهلاً طيباً فيها الثمار والخير ، ينتفع بها العباد والبلاد ، ويسعد أهلها بخيراتها ، أما تلك الأرض ألنكده التي يتسلط فيها تجار الحروب والمرتزقة ومشايخ الزور والبهتان ، فلا يخرج نباتها إلا نكدا خبيثاً ، لان الأكثرية من رجالها لا تزال تتوهم أن منبع الخبث في فروع تلك الشجرة الفاسدة ، فهم يفصلونها ويستأصلونها من أصلها ، فيضيعون أوقاتهم وجهودهم في قطع فروعها ، بينما منبع الفساد في أصلها الخبيث منبت السوء والنكد ، فمن الحماقة أن يترقب الناس فرعا صالحا من أصل فاسد .

حتى في الاتجاه المقابل نجد نفس المعطيات ونفس النتائج ، نفس الوجوه ونفس المتنفذين ، ونفس مشايخ الزور ، وكلا الفريقين في النتيجة سواء وإنما تتغير المصالح وتتبادل الأدوار فيما بينهما ، فهل يجدون أصلاً أخر غير هذا الأصول ألنكده ليصلح الحال ، ويحسن المئآل ، أم أنهم يطلبون شيئاً يعالج سقمهم ويريحهم من كربهم ولا يعلمونه ولا مكانه ؟

أي ثورة أعظم وأي انقلاباً أشد تأثيراً أحدثه الإسلام في عالم الفكر والعمل ، يوم صرخ أن الأرض لله لا للملوك والسلاطين أو المتنفذين وتجار الحروب .

لقد وضع محمد صلى الله عليه وسلم مفتاح النبوة على قفل الطبيعة البشرية ، فانفتح على ما فيها من كنوز وعجائب وقوى ومواهب ، أصاب الجاهلية في مقتلها وصميمها ، وأرغم العالم العنيد بحول الله على أن ينحو نحواً جديداً ، ويفتتح عهداً سعيداً .

لقد عمل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الذخائر البشرية وهي أكداس من المواد الخام لا يعرف أحد غناءها ، ولا يعرف محلها ، وقد أضاعها الجهل والإخلاد إلى الأرض ، فأوجد فيها بإذن الله الإيمان والعميق ، وبعث فيها الروح الجديدة ، وأثار من ذخائرها ، وأشعل مواهبها ، ثم رفع كل واحد في محله فكأنما خلق له ، وكأنما كان المكان شاغراً لم يزل ينتظره ويتطلع إليه ، وكأنما كان جماداً فتحول جسماً نامياً وإنساناً متصرفاً ، وكأنما كان أعمى لا يبصر الطريق فأصبح قائداً بصيراً يقود الأمم .

فأين هذا وسط الدعوات الإصلاحية المتشدقة بالدين ، والمتطلعة للثروة والسلطة في الوقت الحالي !!!

23‏/02‏/2012

وطــنــي لا بــواكــي لــه


ارضي يا أيتها الغالية ، هويتي التي أتفاخر بها ، ترابي الذي أعيش فيه ،

عاش عليها أبائي وأجدادي ، بل وبذلوا كل ما يستطيعون من اجل البقاء عليها ، والدفاع عن ترابها .

شيدوا حضارة يشهد لها التاريخ ، وسطروا أمجادا يفخر بها الأبناء .

ليس شعبي فقط من يدافع عن أرضه اذا اقتصبت ، بل كل شعب اضطهد او سلبت منه حريته وكرامته ، أو احتل فانه يدافع عن نفسه وعرضه بكل الوسائل المتاحة ، بل ويصبح هذا الدفاع حق مشروع تقره الأديان السماوية والأعراف والقوانين الدولية ، حتى الحيوانات لا ترضى بالذل والقهر وسلب الإرادة والحرية .

كم بكينا وتحمسنا وسهرنا أليال الطوال من اجل ان تتحرر كثير من الأوطان العربية ، وما زلت أتذكر تلك الأيام وكلي حماس وحرقة وتطلع لفجر يولد في ارضي العربية .

أيام ربيع الثورة التونسية ولحظات هروب بن علي في منتصف الليل والفرح الشديد لذلك الانتصار العظيم لشعب تونس بأكمله وللأمة العربية ، بسقوط احد الدكتاتوريات .

أتذكر يوميات الثورة المصرية وتطلعنا لإزاحة فرعون مصر ، لما يخدم ذلك النصر المسلمين وقضيتهم العادلة في فلسطين .

أما يوميات الثورة الليبية فكم تمنيت أن أكون ليبيا لافتخر بشجاعة أهلها ، وصمودهم الأسطوري في وجه آلة القمع والقهر العاتية ، لقد تمنيت أن أكون في مصراته الشموخ والنصر لندافع عن أهلنا المسلمين في تلك البلاد ، ولحزنك بكينا يا مصراته ، ولخوفك يا بن غازي تخوفنا ، ولفرحتك يا طرابلس بالنصر والتحرير سعدنا ، وكم وكم وكم ....

لا نمن على أهلنا وإخواننا في ربوع الأرض العربية فنحن كالجسد الواحد ان اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، فانتصارهم شرف لنا وفخر لثورتنا الجنوبية لأنها أول ثورة في مسيرة ثورات الربيع العربي .

ولكن !!!

هل نجد من يشاطرنا حزننا ولو مجاملة في جنوبنا الحر ؟ هل سيبحثون عن حقيقة قضيتنا العادلة ، ويعرفون أن أرضنا محتلة ؟ أم لا يتكلفون عناء البحث عن تلك الحقيقة ، ويستمعون لأعلام المحتل وأعوانه العلوج الحمر فقط ليستخلصوا الحقيقة .

أم أن بلادي لا بواكي لها ؟!!!

أصدقكم القول في هذه الأيام التاريخية في تاريخ الجنوب الحر أن الشعور الذي سيطر على ربوع دولة الجنوب العربي الحر اليوم من المهرة إلى باب المندب إلى جميع جزرنا الغالية لأول مرة في تاريخ ثورتنا الجنوبية ، وانه الشعور بالنصر حقيقة .

ان شعب الجنوب من أنجز هذا النصر على صعيد قضيته العادلة وأرسلوا للعالم رسالة بان شعب الجنوب صاحب حق مشروع ولن يتراجع عنها .

لقد علت السعادة والابتسامة على وجوه جميع شعبنا الجنوبي في الداخل والخارج، وان هذه هي أول بشائر النصر ، وأن القادم إلا صمود واستبسال وحسن إدارة وتنظيم وقيادة للمرحلة القادمة ، وبإذن الله منصورين ، وسيعود جنوبنا الحبيب الغالي ، واسأل الله ان يعود علينا النصر أيام وأيام ، وثروة ثورة حتى النصر .

ونقول لإخواننا العرب لو خذلتمونا فان الله ناصر المظلومين ، وما عمر الباطل تحول إلى حق مهما طالت أيامه ، وان فجر الحرية يبزغ في لحظة تاريخية بإرادة الله عز وجل ثم بجهود شعبنا العظيم .

وعاش أبطال الجنوب الأحرار ، والرحمة لشهدائنا الأبرار ، والشفاء للجرحى والحرية لشعب الجنوب .

16‏/02‏/2012

الــمـتـخـاذلــون والـمـثـبــطـون وأصــحــاب الــمــصـالــح الـضــيـقـة


ما من شعب يقاوم ، أو ثورة تنطلق إلا وتجد أمامها المتخاذلون والمثبطون للعزائم والهمم ، الذين يزرعون اليأس في قلوب الثوار على وجه الخصوص ، والشعب عامة على وجه العموم .

ولا يمكن لأي ثورة أن تحقق النجاح والنصر إلا بالتضحية والبذل والفداء بالغالي والنفيس من اجل الخلاص من قيود المستعمر الغاشم (العلوج الحمر)، الذي دمر وافسد وعاث في الأرض فسادا ، مع استمراره في أطماعه وتوسيع نفوذه .

ولكن تلك النفوذ والأطماع في كثير من الأحيان يُكلف بتنفيذها ضعاف النفوس والمتخاذلون وأصحاب المصالح الضيقة سواء أكانوا من سكان الأرض المحتلة ، أو من الغزاة الطامعون في النهب والسلب والفيد .

وهنا يجب على عامة الشعب الجنوبي أن يتنبه لهذا الداء الخبيث ، والسرطان القاتل بنبذهم وفضح مخططاتهم المكشوفة ، وان لا مكان لهم بين صفوف الثوار ، وان أمكان الثوار هي مشاعل الحرية والاستقلال ، ولبنات المستقبل المشرق .

ان الأعمال التي يقوم بها المتخاذلون والمثبطون وأصحاب المصالح الضيقة لن يثنـي ثوارنا عن مواصلة كفاحهم المستميت ، ونضالهم الشريف المشروع للدفاع عن الأرض والعرض وطرد المستعمر الجاهل الغاشم ، وان شعب الجنوب العظيم سيتجاوز هذه العقبات التي يصادفها خلال مسيرته في طريق النصر والشهادة .

يا شباب الجنوب العظيم ، نقول لكم استمروا في كفاحكم وثورتكم ، وأن من يزرع في نفسكم الوهن والتشكيك لن يفلح ، وسوف يكون مصيره الخسران والندم ، وان شعب الجنوب قد وصل إلى درجة عالية من الوعي السياسي ، ولا يثنيكم وسوساتهم المتكررة بان دمائكم ستذهب هدراً ، وان لا فائدة من تحرير الأرض إذا فقد الإنسان نفسه ، نقول لكم إن هذه هي أساليب الشيطان ، وان من يزرع العبودية في نفس شعبه فانه قد انسلخ من كل القيم والأخلاق ، وان الثورة لن تنجح إلا بدماء ثوارنا الأبطال البواسل، فكونوا على الموعد ، والهمم عالية ، ولا تخيفكم خفافيش الظلام ، وخفافيش الدمار والعلوج الحمر فإنها أمام هاماتكم الشامخة كالاغزام ، ولا نامت أعين الجبناء ، والرحمة والخلود لشهدائنا الأبطال ، والله اكبر ، وعاشت الجنوب حرة أبية .

حــريــة شــعــب وزعـيــم

لا يمتلك شعب بأكمله أغلى من الوطن الذي يتواجدون عليه، ولا يمتلك فرد لحاله منفرداً أغلى من نفسه ، فكيف إذا جاد بتلك النفس في سبيل تحرير وطنه .

ان تحرر الفرد أو المجتمع من العبودية يسبقه تحرر النفس من الداخل ، وإيمانها الجازم بالانفكاك من تلك القيود ، وان الله خلقها حرة كريمة ، وان نيل الحرية واستعادة الوطن هو المطلب والغاية الحقيقية التي يسعى من اجلها الجميع ، عند ذلك تحلق تلك النفوس والأرواح في عالم التضحية والبذل والفداء ، لا يهما خطر الخطوب المدلهمة ، ولا وعورة الطريق التي تسير عليها ، حتى لو كان ثمن الوصول للهدف والغاية بذل النفس رخيصة في سبيل أن يعيش شعب بأكمله بحرية وسعادة.

ان الحرية هي التحرر من القيود التي تكبل طاقات الشعب وإنتاجه وحريته ، سواء أكانت قيود مادية أو معنوية ، أو قيود استعمارية ، هدفها طمس الهوية ونهب الثروة واستعباد الإنسان ، فالحرية تشمل التخلص من العبودية نتيجة ظروف متعددة من حالات قمع واضطهاد وظلم متواصل ، لشخص أو لجماعة أو لشعب ، والتخلص من الإجبار والإكراه .

إن أكثرنا يتبرَّم من الظروف التي تحيط به ، وقد يضاعف ما فيها من نقص وحرمان ونكد ، فيجب علينا الاستمرار في النضال واقتحام الخطوب ، والمضي في طريق الحرية ، فالمتاعب والآلام هي التربية التي تنبت فيها بذور الرجولة والتطلع للمستقبل الواعد ، لصنع النجاح الحقيقي .

فجيب علينا الصبر والثبات ورفع الهمم ، مهما كانت الظروف والمعوقات ، غير أنَّ حبس النفس على ما نكره إذا عنينا به دوام الشعور بمرارة الواقع ، وطول الإحساس بما فيه من سوء وأذى ، قد ينتهي بالإنسان إلى حالٍ منكرة من الكآبة والتبلّد، وربما انهزم الإنسان أمام المقارنات التي تعقدها النفس بين ما نابها ، وما كانت تشتهي وتحب أن تكون .

ليس أهم شيء في الحياة أن تستثمر مكاسبك ، ولكنَّ الشيء المهم حقاً في الحياة هو أن تحيل خسائرك إلى مكاسب .

إن من خلف قضبان السجن تطلَّع إلى الأفق اثنان من المسجونين ، فاتجه أحدهما ببصره إلى وَحْل الطريق ، أما الآخر فتطلَّع إلى نجوم السماء ، كما هو حال الزعيم المناضل حسن با عوم .

وما تفتَّقت مواهب العظماء إلا وسط ركام من المشقَّات والجهود .

لقد قبلوا الواقع المفروض ، ثم تركوا العنان لمواهبهم لتحوّل المحن إلى منح ، وتحوّل ما فيه من كدر وطين إلى ورود ورياحين ، وتلك هي دعائم العظماء الذي حملوا المسؤوليات على أكتافهم ، ولم يطرحوها وراء ظهورهم .

الزعامة صناعة ام فن ، أم حب الجماهير ؟

الأيام القادمة تحمل السر والجواب في آن واحد !!.

24‏/01‏/2012

بــركــة ثــورة ربـيـع الجـنـوب الـعـربـي .


انطلقت ثورة ربيع الجنوب العربي في 2007م لتهب نسائمها على الشعب الجنوبي ، وتمتد بركتها إلى جميع أرجاء الوطن العربي ، لتكون هي الدفى والقبس للطامحين بالحرية ونيل الاستقلال في آن واحد .

كما قال شاعر ثورة ربيع الجنوب العربي :

نحن الذي أهدى العرب هذا الربيع .

كنا القبس والدفى والعالم صقيع .

في الوقت نفسه كان المراقبون يصفون الشعوب العربية بالميتة لعدم مطالبتها بالحقوق المشروعة ، فما بال المطالبة بإسقاط أنظمة ، أو القيام بثورات للتخلص من الدكتاتوريات المستبدة التي حكمت البلاد والعباد لعقود كثيرة .

لم تكن مطالبة شعب الجنوب العربي بنيل الحرية والاستقلال والسيادة الكاملة على أرضه خروجاً عن العروبة ، أو الكفر بالإسلام ، وانتحال دين آخر ، كما يحلو لبعض الحاقدين أن يصوروه ، وإنما استمدت ثورة ربيع الجنوب العربي مشروعيتها في التحرر من الإسلام الحنيف الذي جاء ليحرر المسلم من العبودية ، ويرفع من قيمته وقدره ، ويحافظ على حقوقه وممتلكاته ، ومن اجل هذا قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قولته المشهورة :

متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً .

لقد تعلمنا من التاريخ والتجربة أن ثورة الأحرار تكفلها الشعوب الثائرة ، فما دام شعب الجنوب العربي هو الثائر فانه صاحب الإرادة الحقيقية التي تعبر عن مطلبه الواضح والوحيد ، عندها تكون كل الخيارات تخضع لرأي هذا الشعب لا سواه ، حتى قادته يستمدون قوتهم ومواقفهم من مواقف الشعب نفسه .

ان من أجمل ثمرات ربيع ثورة الجنوب العربي التي حملها خلال ثورته المستمرة حتى نيل الاستقلال والتحرر الكامل الغير منقوص ، ونيل السيادة الكاملة وبناء دولة العدل والحق ، والتي يسودها النظام والقانون ، مبدأ التصالح والتسامح ، ولم الشمل ، ونسيان الماضي والتركيز على المستقبل الذي فيه الأمل والنور والخير والصلاح لجميع أفراد الشعب في سبيل الهدف المنشود والمطلب الواحد ، وهذا المبدأ قلما وجدناه في ربيع الثورات العربية .

ان الجنوب العربي هو قلب الشرق الأوسط ، أو قلب العالم بأسره لموقعه الحيوي الهام ، وتميزه بخيراته وشعبه .

وسيظل كذلك مهما تغيرت الأحوال والظروف ، وتأمر المتآمرون الحاقدون ، وإنها لثورة حتى النصر ، وعاش الشعب الجنوبي الحر الأبي .

15‏/11‏/2011

السلفيون والديمقراطية الخلاف الحاد والرؤية الواحدة .

الكاتب / طارق الكلدي

إذا تجاوزنا الحركات الإسلامية التي تطرح برامج سياسية متطرفة وتريد أن تفرض الشريعة بالقوة حيث وأن هذه الحركات قد أصبحت مرفوضة عند الإسلاميين عامة والسلفيين منهم على وجه التحديد ومثلها الجماعات الإسلامية مجهولة الهوية ! ممن لا رؤية لهم سوى التعبير عن مواقفهم الرافضة لكل البرامج المطروحة ، فإذا تجاوزنا هؤلاء فإننا نجد أنفسنا أمام الغالبية العظمى من الإسلاميين بمن فيهم رموز التيار السلفي كل هؤلاء يتفقون على جواز جعل السلطة بيد الشعب وعلى جواز المشاركة السياسية في ضل وجود حكومات غير إسلامية وترك وسائل العنف في الفلسفة التغييرية واستبدالها بالوسائل السلمية حسب ما هو موجود في الأنظمة الديمقراطية المعاصرة من الانتخابات والاستفتاء العام وترجيح حكم الأغلبية والتعددية السياسية ، وحق الأقلية في المعارضة ، وحرية الإعلام ، واستقلال القضاء وغيرها من الآليات التي تدار من خلالها الخلافات والصراعات بين الرؤى المتباينة ، ويؤكد هذا التيار على شرعية تلك الأمور إذا انضبطت بالضوابط الشرعية ، وأنت لو نظرت إلى العالم الديمقراطي كله لرأيته يكيف الديمقراطية بما يتوافق مع دينه وثقافته فالصليب على علم بريطانيا والسويد واليونان وهو شعار يؤكد مسيحية تلك الدول ولو رجعت إلى الدستور الأسباني في المادة السابعة لوجدته ينص على وجوب أن يكون رئيس تلك الدولة من رعايا الكنيسة الكاثوليكية ومثله القانون الإنجليزي ينص في مادته الثالثة من قانون التسوية على أن كل شخص يتولى الملك يجب أن يكون من رعايا كنيسة إنجلترا ولا يسمح بتاتاً لغير المسيحيين ولا لغير البروتستانيين بأن يكونوا أعضاء في المجلس اللوردات كذلك الدستور الدنمركي ينص الدستور في المادة الأولى على أن يكون الملك من أتباع الكنيسة الإنجليزية اللوثرية وأن الكنيسة الإنجليزية اللوثرية هي الكنيسة الأم المعترف بها في الدنمارك وينص الدستور السويدي في المادة الرابعة على وجوب أن يكون الملك من أتباع المذهب الإنجليزي الخالص كما ينص على نفس هذا الشرط بالنسبة لأعضاء المجلس الوطني فهذه أمور لا تتعارض مع ديمقراطية تلك الدول ولا يوجد ما يمنعنا نحن من تكييف نظم وآليات الديمقراطية وأن نضع الشروط التي تناسبنا كمسلمين ،وبهذا يُحصر اعتراض السلفيين على الديمقراطية في زاوية ضيقة سنناقشها بعد التنبيه على أمرين مهمين نضعهما في الاعتبار ونحن نقرأ هذا الموضوع :


الأول : إن الدول العربية تمر بمرحلة انتقالية خطيرة ومعقدة أشد التعقيد وقد تستمر هكذا عشرات السنين فإن لم نتكاتف جميعاً للحفاظ على كل مكوناتها ونلتزم المصداقية في العمل المشترك ، والتسوية السياسية المنضبطة فإن الوطن العربي سينجر نحو المزيد من التفكك والانهيار .

ثانياً : إن جميع الإشكاليات التي يتوقعها السلفيون من نتائج الديمقراطية إن هم قبلوا بها لا يمكن أن تحصل مطلقاً بل هي أشبه ما تكون بالفرضيات الخرافية ودليل الواقع يثبت عكس هذه التوقعات تماماً .

لقد ذكرت آنفاً أن التيار السلفي العام لا اعتراض عنده على الديمقراطية كآلة ومضمون والآن نناقش اعتراضه عليها كمفرد أو مصطلح له أبعاده العقدية – كما يقولون- إذ الديمقراطية تعني حكم الشعب الذي يقابله في الإسلام حكم الله وهو كفرُ بإجماع المسلمين وهذا لا خلاف عليه إذا كانت المعادلة بهذا الشكل ولكن لا يسلَّم لهم بذلك فحكم الشعب في الفكرة الديمقراطية لا يقابل بحكم الله بل يقابل بحكم الفرد ( الديكتاتورية ) وبمعنى آخر : من هو أداة التنفيذ للحكم والتشريع الفرد أم الشعب ؟

أما بماذا يحكم ويشرع فهذه مسألة أخرى تعود إلى الخلفية الأيدلوجية لهذا الشعب أو ذاك والمطلوب دائماً المعاملة بحذر مع المفردات التي قد تُحدث تشويشاً بسبب تعدد ما يقابلها وهذا شأن الكثير من المتشابهات والمتقابلات وإن كان الأولى بنا استعمال المصطلحات المحكمة حتى يزول اللبس وينتهي السجال ولكننا أمام ثقافة واقع موجود نتعامل معه كما هو ولا بد .

وفي اعتقادي أن مقابلة حكم الشعب ( الديمقراطية ) بحكم الله في نظر هذا التيار وغيرهم ممن يوافقونهم الرأي في ذلك له سببان اثنان .

السبب الأول : إنهم تناولوا مفردة الديمقراطية وخلطوها بأفكار أخرى مثل الليبرالية والعلمانية وغيرها من المفاهيم التي تحتوي على أيدلوجيات معينة وهذا غير صحيح إذ النظام الديمقراطي لا يوجد فيه ما يمنع من تطبيق الشريعة إذا كان ذلك بموافقة الأغلبية الشعبية وإنما الممنوع هو أن يفرض ذلك على الناس قسراً بقوة الحديد والنار وهذا ما يأباه السلفيون أنفسهم فأسلمة الشعب عندهم مقدمة على تطبيق الشريعة ، لأن الإسلام لم ينزل ليحكم شعوباً منافقة ، بل الحكم عبادة والعبادة لا تقبل إلا بالاستسلام المطلق قال الله تعالى : ( وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله )، وقوله : (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ، ثم لا يجدون في انفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً ) .

السبب الثاني : لكونهم خلطوا بين ( حكم الله ) و ( الحكم بما أنزل الله ) وهذا الخلط من الأسباب التي أوقعتهم في تلك المعادلة وقد سبقهم إلى مثل هذا الخوارج حينما كفروا الإمام علي بن أبي طالب وقالوا : أحكمت الرجال والله يقول ( إن الحكم إلا لله ) ، فحكم الله : هو النصوص الشرعية المعصومة وهي موجودة بالقوة ومفروضة علينا من حيث هي ، بخلاف الحكم بما أنزل الله : فهو الواقع البشري لترجمة حكم الله وهو معرض للقصور والخطأ وقد يواجه بالرفض في أوقات كثيرة فهو نتاج إنساني لا يوجد إلا إذا توفرت أسبابه وتهيأت ظروفه ورُحب به على أرض الواقع ، والفكرة الديمقراطية لم تتعرض لحكم الله بشيء أبداً لم تفرضه كما أنها لم تلغه كذلك لأنها مجرد آلة ونظام فقط وأما الحكم بما أنزل الله فقد أزالت – الديمقراطية من أمامه عقبات كثيرة وربما تكون هي أخصر الطرق لوجوده

*كل ما في الديمقراطية أنها رفضت العنف واستبدلته بوسائل التغيير السلمية وجعلت هذا بمثابة عهود ومواثيق يوقع عليها جميع الفرقاء سياسياً ولا يوجد في الشريعة ما يمنعنا من الالتزام بذلك ما دمنا نؤمن بأن الجهاد وسيلة لا غاية وفي نفس الوقت نرى الانتخابات جائزة وهل من المعقول أن نرفض نحن – السلفيين - ترك القتال الذي اتفق كل المتخاصمين سياسياً على تركه في وقت كل وسائل الثروة والثورة بيد خصومنا ونرفض وحدنا استبداله بالوسائل السلمية – الانتخابات – التي تحسمها أصوات الشعب والتي لا يحصدها يوم الفرز إلا نحن !!

هنا قد يعترض البعض : وهل يجوز لنا أن نوقع على ذلك ونلتزم للخصم أن نسلم له إذا كانت النتيجة لصالحه ؟

ولهذا السائل نقول : ما الفرق بين أن نقر مبدأ العنف ونوقع مع الخصم على أنه إن غلبنا بحد سيفه سلمنا له إن هو تركنا على قيد الحياة وبين التزامنا بالتسليم له إن غلبنا بقوة الكم ؟ ففي الحالين نحن ضعيف ! والقضية تعود إلى مدى اقتناعنا بترك القوة القتالية واستبدالها بالقوة الكمية فقط .

وفي حال سلمنا له فإننا سنتحول إلى خانة المعارضة وهي تعني تمام رفضنا لمشروعه ونستمر في مشروعنا إلى الحصول على نصاب يسمح لنا بتغيير دستور إسلامي كامل وفي حال وصولنا إلى الحكم بنصاب لا يسمح لنا بذلك فإننا سنحكم بالموجود ونكون معذورين بضعفنا حالنا كحال النجاشي رضي الله عنه ، وسنصلح في حدود الصلاحيات المتاحة لنا في الدستور الموجود و( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) .

بقي سؤال هو الأهم في هذا الموضع : وماذا لو طالبت الأقلية بتنحية الشريعة في حال وصول التيار الإسلامي إلى الحكم بنصاب يسمح له بتغيير الدستور ألا تمنحهم الديمقراطية هذا الحق ؟

لا يوجد في الديمقراطية حرية مطلقة ، فالحريات مربوطة دائماً بالدستور فإذا كان قرار الأمة عبر دستورها ينص على عدم جواز قيام أحزاب علمانية وغيرها ، فلا يمكن أن يصادر أحدٌ قرار الأمة ويكون بذلك قيام هكذا أحزاب محظوراً وفق الدستور بل حتى في الغرب الذي يعطي مجالاً واسعاً للحرية يوجد هناك حضرٌ على المطالبة ببعض التشريعات كالمطالبة بتأسيس حزب شيوعي في أمريكا وكالمطالبة بعودة الحزب النازي في ألمانيا ... وهذا المنع منصوص عليه في الدستور ( بقرار شعب ) وليس مفروضاً عليهم بالقسر والقوة .

ولنفترض أن المعادلة كانت علينا وصار قرار الأمة عبر دستورها ينص على عدم قيام أحزاب على أساس إسلامي وهذا معناه أن الأمة في مجموعها قد اتخذت موقفاً عدائياً من الإسلام نفسه ، وهل يتصور هذا في خير أمة أخرجت للناس ؟!

ومن باب المساجلة الجدلية نقول : إن الحركات الإسلامية لديها كامل الاستعداد والمرونة للتكيف مع المستجدات مهما كانت مطمئنة إلى شرعية مشروعهم وقدرته على التوسع والانسياب بشكل مذهل وسنعمل جاهدين بصورة فردية إن كانت تشريعات الدستور العلماني تسمح بذلك أو بأي طريقاً آخر لتكوين قاعدة شعبية مقتنعة بالحل الإسلامي نحدث من خلالها ثورة سلمية ، ولن نتخلى عن الميثاق الذي وقعنا عليه مع خصومنا من الالتزام بالخيارات السلمية مهما كانت النتائج ، ونرى الوفاء بذلك واجباً شرعياً لا مجرد واجب سياسي كما هو شأن الأحزاب الدنيوية الصرفة .

وأخيراً : ألا تتفقون معي – معاشر السلفيين – على أن مواقعكم في حال مشاركتكم في اللعبة الديمقراطية مُنسجمة مع الأصول الإسلامية وأن مواقفكم الشرعية من الآخر لا تتغير بمجرد المشاركة بل هي هي وربما تكون أشد من مواقف المحرمين للديمقراطية وإنما اختلاط المفاهيم هو الذي يقرر الكثير من المواقف الفكرية ويجرنا إلى خلافات عقدية حادة ! في وقت تكون حقيقة الآراء عند التمحيص واحدة .

11‏/10‏/2011

كــاد الـمـســــيء أن يـقــول خـذونـــي


الوحدة حلم لطالما تغنى به الشعب الجنوبي وقادته لعقود خلت قبل تحققه .

الأطفال في مدارسهم ، والشباب في جامعاتهم ، والجنود في ثكناتهم ، والمسئولون في اجتماعاتهم واحتفالاتهم ، حتى المغترب خارج وطنه كان له نصيب من ذلك الحلم الجميل .

الوحدة حلم حوله الشيخ العراف من حلم جميل لآمال وتطلعات شعب بأكمله ، إلى كابوس مرعب لامس آلمه القلوب قبل الأبدان والأرض .

الوحدة قتيلة الظلم والطغيان وحكم الأسرة والتطرف الديني الجهوي ، الذي لا يؤمن إلا برأيه ومعتقده ، وينكر أحقيه الرأي والرأي الآخر ، بل ويحوله إلى فرع لا حول له ولا قوة إلا إتباع أصله ، وكان الوحدة قصد بها عائلة أو قبيلة أو شيخ أو حاكم عسكري تنسب إليه ، وبدونه تصبح خارج الشرعية ، ويجوز قتلك واستباحت دمك وحريتك وكرامتك وأرضك وتاريخك وهويتك ، حتى البحار لم تسلم من ظلم تجار الحروب والمرتزقة وتجار البشر ، وعباد الدرهم والدينار .

قتلوكِ فلا للحياة مجيب ، ظلموكِ وشيمتهم الظلم .

هجروا اهلكِ ومن أكرموكِ ، واستبدلوا من شياطين الأنس رمزا

هل صحيح أن الشعب الجنوبي توحد مع امة ظلم ، أم أن الظلم والطغيان سجية المتعاقدين في ارض صنعاء .

عن أي وحده تتكلمون قالها الدكتور عيدروس النقيب وقد عاش في صنعاء لسنوات ، ولماذا يخاف الكثير من ذكر الجنوب ، هل الخوف من الجرائم التي استهدفت الجنوب أرضه وثروته وحضارته وإنسانه ، فلا يراد لها أن تذكر حتى لا تطال يد العدالة مرتكبيها ؟، أم الخوف من اتضاح الحقيقة لإخواننا في الشمال ، لغيابها فترة طويلة من الزمن بأساليب المكر والخديعة ، وتشويه الجنوب والجنوبيين بالكذب والزور والبهتان ؟، أم الخوف من المستقبل المنشود الذي قدّم أبناء الجنوب من اجله التضحيات الكثيرة من عام 2007م حتى هذه الساعة ؟، وتحرير الأرض من غنيمة إلى ارض ذات سيادة وريادة وتاريخ وحضارة .

لماذا الخوف والارتباك على كثير من أنصار الثورة الشبابية عندما يُهاجَمون من قبل بقايا النظام واتهامهم بالاشتراك في تدمير وقتل ونهب الجنوب وتحويله إلى غنائم حرب ؟

أسئلة كثيرة تطرح والجريمة وقعت ، والحقيقة غُيبت عقود من الزمان ، من كلا الطرفين المتصارعين في صنعاء حالياً ، ولكن من ارتكب الجريمة ؟!.

لا نقول الشعب الشمالي بأكمله لأنهم إخوة لنا ، ومهما اختلفنا فهم أشقائنا ، ولكن هل ستكون هناك وقفة جادة من قبل الأشقاء في الشمال لفضح المرتزقة وتجار الحروب ومشرعي القتل الرخيص ، هل سيقولون للمجرم أنت مجرم ، وان كان من يقودهم ؟

التوبة تجب ما قبلها ما بين الخالق وعبده ، ولكن الحقوق لا تسقط بالتقادم ، ولا تجبها التوبة ، وليس هناك من خوله الشعب الجنوبي بالعفو والصفح عما ارتُكب ضده من الجرائم قبل وبعد حرب 94م الإجرامية .

الأيام تدور والدنيا دول ، ويوم لك ويوم عليك ، والمظلوم منصور من فوق سبع سموات ، وعزتي وجلالي لانصرنك ولو بعد حين .

وهذا لن يزيدنا إلا إصراراً وثباتاً بالمطالبة باسترداد الجنوب واستغلاله .

05‏/10‏/2011

ثـــورة حـــرية واســتـقـلال .


انطلقت ثورة الشباب في شمال اليمن من المحافظات الوسطى ( من تعز ) ومن ثم أُجبرت صنعاء على الالتحاق بركب الثورة حتى لا تكون نشازاً أمام المحافظات الثائرة المنادية باستعادة الحرية والكرامة المسلوبة منذ عقود .

كان وما زال ثوار المناطق الوسطى هم المحرك لعجلة الثورة في الشمال ، لاعتقادهم إن هذه هي اللحظة التاريخية لنيل حريتهم وكرامتهم المسلوبة منذ عقود ، لتسلط حكام اليمن الأعلى على حكم البلاد ، وتقلد اقلب المناصب السيادية الهامة التي تدير وتوجه الدولة ، إضافة إلى ذلك اعتقادهم بأحقية حكم اليمن وأنهم هو الأسياد ، وما سواهم فتابع أو فرع .

ولهذا كانت تضحيات أبناء تلك المناطق كبيرة جدا وصلت لإحراق الكثيرين منهم في محارق جماعية في مدينة تعز ، وقتل العشرات في صنعاء ، وعشرات من الضحايا في صفوف الجيش المؤيد للثورة حسب زعمهم .

أما ثورة الشعب الجنوبي فمنذ انطلاقها في بداية عام 2007م ، وتوسعها وامتدادها ، وتوحد أبنائها قاطبة في الداخل والخارج ولانخراطهم في حراكها السلمي الثائر ، كان شعارها حرية واستقلال ، وليس حرية وكرامة فقط .

ان الفارق كبير بين الثورتين في الشمال والجنوب ، والكل يسعى لتخليص بلده من الحكم الأسري الطاغي الذي عاث في الأرض فساداً منذ عقود ، ولكن هذه الثورات لم تسلم من المؤامرات من الداخل والخارج ، ولم يسلم أنصارها من التشويه ، والرمي بأقبح الأوصاف ، بل والكذب عليهم تارة بقتل المتظاهرين ، وتارة بقطع الألسن ، وتارة بارتكابهم الفاحشة في الساحات من خلال الاختلاط كما يصفون ، وتارة بأنهم عملاء ، وتارة بأنهم خارجين على الشرعية ، وتارة بأنهم بغاة يجوز قتلهم لخروجهم على الحاكم الشرعي الذي حكم بالعدل ، فلم يجد الأمان على نفسه في عقر داره .

فهل مصير هذه الثورات الشعبية العارمة التي تنادي بانتزاع الحقوق ، وليس باستجدائها ، وإسقاط الشرعيات الكاذبة بسيادة الشرعية الثورية ، وإسقاط القوانين والدساتير المزورة، وإعادة صياغتها من جديد لتلبي تطلعات أبنائها الثائرين ، وإبعاد الجيش من أجير مرتزق يدافع عن شخص بقتل شعب ، إلى رمز للسيادة والبطولة والفداء ، وإلى الحرية الكاملة الغير منقوصة ، ومحاكمة القتلة والمتنفذين وتجار الحروب.

هل سيكون مصير هذا الثورة أنصاف الحلول ، والتنازل عن دماء الشهداء الذي قدموا أرواحهم الزكية الطاهرة في سبيل انتزاع الحرية والاستغلال ، اعتقد أن الموافقة على ذلك خيانة عظمى لدماء الشهداء ، وجريمة لا تغتفر .

صحيح إن التضحيات كبيرة من اجل الوصل إلى الهدف المنشود ، ولكن ثمن الحرية كما قيل غالي ، واستعادة الوطن أغلى من كل شيء .

وخلال الأيام الماضية اصدر علماء السلطان فتوى وصفت من قبل شباب الثورة ومن انظم إليهم من أحزاب اللقاء المشترك والجيش بالفتوى الكاذبة الظالمة ، لأنها تستبيح دمائهم دون حق ، وتعطي الشرعية لجيش علي عفاش وأعوانه بقتل أولئك ، وكذلك لا تستند إلى حقيقة شرعية وإنما تستند إلى إرادة الطاغية المستبد الذي يريد الاستئثار بالسلطة له وأولاده وعائلته ، وعدم التنازل بجزء من تلك السلطة للشريك القديم الذي ساهم في صناعة ذلك الطاغية فأصبح اليوم في صف الثوار .

أما نحن كجنوبيين فموقفنا أن هذه الفتوى ظالمه جائرة كاذبة ، هدفها تشريع القتل واستباحة الدماء والأموال والإعراض لهدف شخصي ، وليس لمقصد شرعي ، وان مثل هذه الفتاوى التي ضررها متعدي ، والتي تُشّرع القتل ويروح ضحيتها الكثير من الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب العزل تعتبر جرائم حرب ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم ، وعلى مُصدّريها أن يُقَدموا للمحاكمة ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية ، فهذه الانتهاكات ضد الشعوب تحرمها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية والقوانين الوضعية ، وليس للشرع الحنيف أي تدخل في ذلك لأنه جاء رحمة لحمايتهم وتحريرهم من العبودية ولم يأتي لتشريع قتلهم أو استعبادهم بأي شكل من الأشكال .

كما نوجه رسالة إلى أولئك المشايخ الذين يطلقون عليهم بالعلماء زوراً وبهتاناً ، نقول لهم اتقوا الله في دماء الأبرياء واعلموا انه سيأتي اليوم الذي يقتص منكم في الدنيا قبل الآخرة ، كما نوجه رسالة لمشايخ الطرف الثاني المنظمين لثورة صنعاء حالياً ، ونقول لهم لقد كنتم يوماً من الأيام تُشّرعون القتل ضد دولة الجنوب في 94م مع من اصدر ضدكم اليوم الفتوى بقتلكم واستباحة دمائكم ، وكان ذلك لتحقيق مكاسب لشخص الطاغية وأعوانه ومرتزقته ، الذي شاركتم في صناعته طيلة الفترة الماضية ، فلقد دار الزمان دورته وعُوقبتم بنفس الكاس ، فنحن اليوم لا نتشفى بما حل بكم ، ولكن هل آن الأوان أن تعترفوا بالخطى ، وتعتذروا لشعب الجنوب وتعلنوا
فوق السحابة فوق رفرف يا علم
فوق الجبال السود في روس القمم
شف ثورة الأحرار تكفلها الشعوب
اليوم شمر ساعدك يا أبن الجنوب
انا موقفي واضح ولي مبدأ ارتسم
ومطلبي دولة باسمي في الأمم
واللي ربي عا الكذب عمره ما يتوب
اليوم شمر ساعدك يا أبن الجنوب
قد كان للوحدة وسط قلبي نغم
لكن حلمي مات وأتبدل ندم
وحدة لنهب الأرض جو من كل صوب
اليوم شمر ساعدك يا أبن الجنوب
أهديناهم وحدة وردونا خدم
وشعبنا تاريخ له منذ القدم
في وجه الاستعمار ما يخشى الحروب
اليوم شمر ساعدك يا أبن الجنوب
ذلك أمان العالم وفي وسائل الإعلام ، وأنكم تتوبون إلى الله من فتواكم التي تسببت بقتل الآلاف من الجنوبيين ، فإذا قلتم أنكم كفّرتم الاشتراكي فما بال الجنود الذي استبحتم دمائهم ودماء الأطفال والنساء ، ولماذا لا تصدرون فتوى تجيز قتل الجنود الذين يحمون النظام في صنعاء ويمكنونه من قتل نسائكم وأطفالكم وشبابكم العزل ، أم أن الكيل بمكيالين طبيعة وسجيه لمشايخ صنعاء .

فإذا لم يقبل منكم شعب الجنوب الاعتذار فإنكم سوف تُقدمون لمحاكمة عادلة لارتكابكم جرائم حرب ضد الإنسانية .

وهذا نص لفتوى الديلمي ضد أبناء الجنوب في حرب 94م يقول : ( إننا نعلم أن البغاة في الحزب الاشتراكي المتمردين هؤلاء لو حصينا عددهم لوجدنا أن إعدادهم بسيطة ومحدودة ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان ما يقف إلى جانبهم ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه في تاريخهم الأسود ... إنهم أعلنوا الردة والإلحاد والبغي والفساد والظلم بكل أنواعه وصنوفه ولو كان هؤلاء الذين هم رأس الفتنة لم يكن لهم من الأعوان والأنصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحاد على احد ولا أن يعلنوا الفساد ، لكن فعلوا ما فعلوا بأدوات ، وهذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم المسلمين !!! هؤلاء هم الجيش !!! الذي أعطى ولاءه لهذه الفئة ، فأخذ ينفذ كل ما تريد هذه الفئة فيقتل ويشرد وينتهك الإعراض ويعلن الفساد ويفعل كل هذه الأفاعيل ، فأنهم ( كفار ) .

وصدق عبد الله بن المبارك عندما قال : صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس ، الملوك والعلماء .

وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها.