Social Icons

16‏/02‏/2012

الــمـتـخـاذلــون والـمـثـبــطـون وأصــحــاب الــمــصـالــح الـضــيـقـة


ما من شعب يقاوم ، أو ثورة تنطلق إلا وتجد أمامها المتخاذلون والمثبطون للعزائم والهمم ، الذين يزرعون اليأس في قلوب الثوار على وجه الخصوص ، والشعب عامة على وجه العموم .

ولا يمكن لأي ثورة أن تحقق النجاح والنصر إلا بالتضحية والبذل والفداء بالغالي والنفيس من اجل الخلاص من قيود المستعمر الغاشم (العلوج الحمر)، الذي دمر وافسد وعاث في الأرض فسادا ، مع استمراره في أطماعه وتوسيع نفوذه .

ولكن تلك النفوذ والأطماع في كثير من الأحيان يُكلف بتنفيذها ضعاف النفوس والمتخاذلون وأصحاب المصالح الضيقة سواء أكانوا من سكان الأرض المحتلة ، أو من الغزاة الطامعون في النهب والسلب والفيد .

وهنا يجب على عامة الشعب الجنوبي أن يتنبه لهذا الداء الخبيث ، والسرطان القاتل بنبذهم وفضح مخططاتهم المكشوفة ، وان لا مكان لهم بين صفوف الثوار ، وان أمكان الثوار هي مشاعل الحرية والاستقلال ، ولبنات المستقبل المشرق .

ان الأعمال التي يقوم بها المتخاذلون والمثبطون وأصحاب المصالح الضيقة لن يثنـي ثوارنا عن مواصلة كفاحهم المستميت ، ونضالهم الشريف المشروع للدفاع عن الأرض والعرض وطرد المستعمر الجاهل الغاشم ، وان شعب الجنوب العظيم سيتجاوز هذه العقبات التي يصادفها خلال مسيرته في طريق النصر والشهادة .

يا شباب الجنوب العظيم ، نقول لكم استمروا في كفاحكم وثورتكم ، وأن من يزرع في نفسكم الوهن والتشكيك لن يفلح ، وسوف يكون مصيره الخسران والندم ، وان شعب الجنوب قد وصل إلى درجة عالية من الوعي السياسي ، ولا يثنيكم وسوساتهم المتكررة بان دمائكم ستذهب هدراً ، وان لا فائدة من تحرير الأرض إذا فقد الإنسان نفسه ، نقول لكم إن هذه هي أساليب الشيطان ، وان من يزرع العبودية في نفس شعبه فانه قد انسلخ من كل القيم والأخلاق ، وان الثورة لن تنجح إلا بدماء ثوارنا الأبطال البواسل، فكونوا على الموعد ، والهمم عالية ، ولا تخيفكم خفافيش الظلام ، وخفافيش الدمار والعلوج الحمر فإنها أمام هاماتكم الشامخة كالاغزام ، ولا نامت أعين الجبناء ، والرحمة والخلود لشهدائنا الأبطال ، والله اكبر ، وعاشت الجنوب حرة أبية .

حــريــة شــعــب وزعـيــم

لا يمتلك شعب بأكمله أغلى من الوطن الذي يتواجدون عليه، ولا يمتلك فرد لحاله منفرداً أغلى من نفسه ، فكيف إذا جاد بتلك النفس في سبيل تحرير وطنه .

ان تحرر الفرد أو المجتمع من العبودية يسبقه تحرر النفس من الداخل ، وإيمانها الجازم بالانفكاك من تلك القيود ، وان الله خلقها حرة كريمة ، وان نيل الحرية واستعادة الوطن هو المطلب والغاية الحقيقية التي يسعى من اجلها الجميع ، عند ذلك تحلق تلك النفوس والأرواح في عالم التضحية والبذل والفداء ، لا يهما خطر الخطوب المدلهمة ، ولا وعورة الطريق التي تسير عليها ، حتى لو كان ثمن الوصول للهدف والغاية بذل النفس رخيصة في سبيل أن يعيش شعب بأكمله بحرية وسعادة.

ان الحرية هي التحرر من القيود التي تكبل طاقات الشعب وإنتاجه وحريته ، سواء أكانت قيود مادية أو معنوية ، أو قيود استعمارية ، هدفها طمس الهوية ونهب الثروة واستعباد الإنسان ، فالحرية تشمل التخلص من العبودية نتيجة ظروف متعددة من حالات قمع واضطهاد وظلم متواصل ، لشخص أو لجماعة أو لشعب ، والتخلص من الإجبار والإكراه .

إن أكثرنا يتبرَّم من الظروف التي تحيط به ، وقد يضاعف ما فيها من نقص وحرمان ونكد ، فيجب علينا الاستمرار في النضال واقتحام الخطوب ، والمضي في طريق الحرية ، فالمتاعب والآلام هي التربية التي تنبت فيها بذور الرجولة والتطلع للمستقبل الواعد ، لصنع النجاح الحقيقي .

فجيب علينا الصبر والثبات ورفع الهمم ، مهما كانت الظروف والمعوقات ، غير أنَّ حبس النفس على ما نكره إذا عنينا به دوام الشعور بمرارة الواقع ، وطول الإحساس بما فيه من سوء وأذى ، قد ينتهي بالإنسان إلى حالٍ منكرة من الكآبة والتبلّد، وربما انهزم الإنسان أمام المقارنات التي تعقدها النفس بين ما نابها ، وما كانت تشتهي وتحب أن تكون .

ليس أهم شيء في الحياة أن تستثمر مكاسبك ، ولكنَّ الشيء المهم حقاً في الحياة هو أن تحيل خسائرك إلى مكاسب .

إن من خلف قضبان السجن تطلَّع إلى الأفق اثنان من المسجونين ، فاتجه أحدهما ببصره إلى وَحْل الطريق ، أما الآخر فتطلَّع إلى نجوم السماء ، كما هو حال الزعيم المناضل حسن با عوم .

وما تفتَّقت مواهب العظماء إلا وسط ركام من المشقَّات والجهود .

لقد قبلوا الواقع المفروض ، ثم تركوا العنان لمواهبهم لتحوّل المحن إلى منح ، وتحوّل ما فيه من كدر وطين إلى ورود ورياحين ، وتلك هي دعائم العظماء الذي حملوا المسؤوليات على أكتافهم ، ولم يطرحوها وراء ظهورهم .

الزعامة صناعة ام فن ، أم حب الجماهير ؟

الأيام القادمة تحمل السر والجواب في آن واحد !!.