Social Icons

23‏/02‏/2012

وطــنــي لا بــواكــي لــه


ارضي يا أيتها الغالية ، هويتي التي أتفاخر بها ، ترابي الذي أعيش فيه ،

عاش عليها أبائي وأجدادي ، بل وبذلوا كل ما يستطيعون من اجل البقاء عليها ، والدفاع عن ترابها .

شيدوا حضارة يشهد لها التاريخ ، وسطروا أمجادا يفخر بها الأبناء .

ليس شعبي فقط من يدافع عن أرضه اذا اقتصبت ، بل كل شعب اضطهد او سلبت منه حريته وكرامته ، أو احتل فانه يدافع عن نفسه وعرضه بكل الوسائل المتاحة ، بل ويصبح هذا الدفاع حق مشروع تقره الأديان السماوية والأعراف والقوانين الدولية ، حتى الحيوانات لا ترضى بالذل والقهر وسلب الإرادة والحرية .

كم بكينا وتحمسنا وسهرنا أليال الطوال من اجل ان تتحرر كثير من الأوطان العربية ، وما زلت أتذكر تلك الأيام وكلي حماس وحرقة وتطلع لفجر يولد في ارضي العربية .

أيام ربيع الثورة التونسية ولحظات هروب بن علي في منتصف الليل والفرح الشديد لذلك الانتصار العظيم لشعب تونس بأكمله وللأمة العربية ، بسقوط احد الدكتاتوريات .

أتذكر يوميات الثورة المصرية وتطلعنا لإزاحة فرعون مصر ، لما يخدم ذلك النصر المسلمين وقضيتهم العادلة في فلسطين .

أما يوميات الثورة الليبية فكم تمنيت أن أكون ليبيا لافتخر بشجاعة أهلها ، وصمودهم الأسطوري في وجه آلة القمع والقهر العاتية ، لقد تمنيت أن أكون في مصراته الشموخ والنصر لندافع عن أهلنا المسلمين في تلك البلاد ، ولحزنك بكينا يا مصراته ، ولخوفك يا بن غازي تخوفنا ، ولفرحتك يا طرابلس بالنصر والتحرير سعدنا ، وكم وكم وكم ....

لا نمن على أهلنا وإخواننا في ربوع الأرض العربية فنحن كالجسد الواحد ان اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، فانتصارهم شرف لنا وفخر لثورتنا الجنوبية لأنها أول ثورة في مسيرة ثورات الربيع العربي .

ولكن !!!

هل نجد من يشاطرنا حزننا ولو مجاملة في جنوبنا الحر ؟ هل سيبحثون عن حقيقة قضيتنا العادلة ، ويعرفون أن أرضنا محتلة ؟ أم لا يتكلفون عناء البحث عن تلك الحقيقة ، ويستمعون لأعلام المحتل وأعوانه العلوج الحمر فقط ليستخلصوا الحقيقة .

أم أن بلادي لا بواكي لها ؟!!!

أصدقكم القول في هذه الأيام التاريخية في تاريخ الجنوب الحر أن الشعور الذي سيطر على ربوع دولة الجنوب العربي الحر اليوم من المهرة إلى باب المندب إلى جميع جزرنا الغالية لأول مرة في تاريخ ثورتنا الجنوبية ، وانه الشعور بالنصر حقيقة .

ان شعب الجنوب من أنجز هذا النصر على صعيد قضيته العادلة وأرسلوا للعالم رسالة بان شعب الجنوب صاحب حق مشروع ولن يتراجع عنها .

لقد علت السعادة والابتسامة على وجوه جميع شعبنا الجنوبي في الداخل والخارج، وان هذه هي أول بشائر النصر ، وأن القادم إلا صمود واستبسال وحسن إدارة وتنظيم وقيادة للمرحلة القادمة ، وبإذن الله منصورين ، وسيعود جنوبنا الحبيب الغالي ، واسأل الله ان يعود علينا النصر أيام وأيام ، وثروة ثورة حتى النصر .

ونقول لإخواننا العرب لو خذلتمونا فان الله ناصر المظلومين ، وما عمر الباطل تحول إلى حق مهما طالت أيامه ، وان فجر الحرية يبزغ في لحظة تاريخية بإرادة الله عز وجل ثم بجهود شعبنا العظيم .

وعاش أبطال الجنوب الأحرار ، والرحمة لشهدائنا الأبرار ، والشفاء للجرحى والحرية لشعب الجنوب .