Social Icons

16‏/02‏/2012

حــريــة شــعــب وزعـيــم

لا يمتلك شعب بأكمله أغلى من الوطن الذي يتواجدون عليه، ولا يمتلك فرد لحاله منفرداً أغلى من نفسه ، فكيف إذا جاد بتلك النفس في سبيل تحرير وطنه .

ان تحرر الفرد أو المجتمع من العبودية يسبقه تحرر النفس من الداخل ، وإيمانها الجازم بالانفكاك من تلك القيود ، وان الله خلقها حرة كريمة ، وان نيل الحرية واستعادة الوطن هو المطلب والغاية الحقيقية التي يسعى من اجلها الجميع ، عند ذلك تحلق تلك النفوس والأرواح في عالم التضحية والبذل والفداء ، لا يهما خطر الخطوب المدلهمة ، ولا وعورة الطريق التي تسير عليها ، حتى لو كان ثمن الوصول للهدف والغاية بذل النفس رخيصة في سبيل أن يعيش شعب بأكمله بحرية وسعادة.

ان الحرية هي التحرر من القيود التي تكبل طاقات الشعب وإنتاجه وحريته ، سواء أكانت قيود مادية أو معنوية ، أو قيود استعمارية ، هدفها طمس الهوية ونهب الثروة واستعباد الإنسان ، فالحرية تشمل التخلص من العبودية نتيجة ظروف متعددة من حالات قمع واضطهاد وظلم متواصل ، لشخص أو لجماعة أو لشعب ، والتخلص من الإجبار والإكراه .

إن أكثرنا يتبرَّم من الظروف التي تحيط به ، وقد يضاعف ما فيها من نقص وحرمان ونكد ، فيجب علينا الاستمرار في النضال واقتحام الخطوب ، والمضي في طريق الحرية ، فالمتاعب والآلام هي التربية التي تنبت فيها بذور الرجولة والتطلع للمستقبل الواعد ، لصنع النجاح الحقيقي .

فجيب علينا الصبر والثبات ورفع الهمم ، مهما كانت الظروف والمعوقات ، غير أنَّ حبس النفس على ما نكره إذا عنينا به دوام الشعور بمرارة الواقع ، وطول الإحساس بما فيه من سوء وأذى ، قد ينتهي بالإنسان إلى حالٍ منكرة من الكآبة والتبلّد، وربما انهزم الإنسان أمام المقارنات التي تعقدها النفس بين ما نابها ، وما كانت تشتهي وتحب أن تكون .

ليس أهم شيء في الحياة أن تستثمر مكاسبك ، ولكنَّ الشيء المهم حقاً في الحياة هو أن تحيل خسائرك إلى مكاسب .

إن من خلف قضبان السجن تطلَّع إلى الأفق اثنان من المسجونين ، فاتجه أحدهما ببصره إلى وَحْل الطريق ، أما الآخر فتطلَّع إلى نجوم السماء ، كما هو حال الزعيم المناضل حسن با عوم .

وما تفتَّقت مواهب العظماء إلا وسط ركام من المشقَّات والجهود .

لقد قبلوا الواقع المفروض ، ثم تركوا العنان لمواهبهم لتحوّل المحن إلى منح ، وتحوّل ما فيه من كدر وطين إلى ورود ورياحين ، وتلك هي دعائم العظماء الذي حملوا المسؤوليات على أكتافهم ، ولم يطرحوها وراء ظهورهم .

الزعامة صناعة ام فن ، أم حب الجماهير ؟

الأيام القادمة تحمل السر والجواب في آن واحد !!.

0 التعليقات: